هناك العديد من الناس الذين ينون الهجرة الى اوروبا او استراليا و يسئلون عن حكم الزواج الابيض من أجل الإقامة خصوصا بالنسبة للزواج في اوروبا كالزواج الابيض في المانيا او الزواج في النمسا او الزواج في بلجيكا او الزواج في باقي الدول الاخرى
محتويات
ما هو تعريف الزواج الابيض؟
يجب قبل ان نتحدث عن حكم الزواج الابيض من أجل الإقامة او ما يعرف ب “حكم الزواج لغرض الحصول على الجنسية” يجب وضع تعريف الزواج الابيض اولا
الزواج الابيض هو الزواج على ورق من طرف شخص يحمل الاقامة او الجنسية بطرف اخر خارج الاتحاد الاوربي ينتهي هذا الزواج بعد ان يحصل الطرف الثاني على الاقامة وذلك بمقابل مادي
وينطبق هذا الزواج المحرم على باقي احكام زواج المصلحة كالزواج من اجل الطمع في المال
وما الى غير ذلك من الاطماع
فمن من اهم شروط الزواج الاصلي الذي وضعه المشرع هو الاتفاق على الزواج بصفة الابدية
الى في الحالات التي تستوجب الطلاق
وحسب القوانين الاوربية و الكندية فان الزواج الابيض قد يكون من طرف واحد بمعنى ان احد الطرفين يوهم الطرف الاخر بالحب حتى يحصل على الاقامة وهذا احتيال ايضا على القانون
حكم الزواج الابيض من أجل الإقامة ؟
للاجابة على هذا السؤال فان العديد من العلماء يعتمدون اساسا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والعتاق، ويقول الحق عز وجل في شأن الزواج: وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا، فسمى الله عز وجل الزواج بين المرأة والرجل ميثاقًا غليظًا”.
ومن هنا يحدد العلماء ان تحديد مدة انتهاء عقد النكاح يعتبر النكاح في هذه الحالة
كنكاح المتعة وهذا زواج حرام لانه بعد الحصول على الاقامة يتم فسخ العقد بين الزوجين
والزواج الحقيقي الذي يتكلم عليه الشرع هو العلاقة بين الزوج وزوجته وهو الميثاق الغليظ وليس محددا بمدة او حدث
ما هي أركان الزواج ؟
يصف المشرع الزواج بالميثاق الغليظ تبعا للقرءان والسنة ما هي أركان الزواج او ماهي اركان الميثاق الغليظ؟
- عقد الزواج :
وهي صيغة عقد الزواج التي اتفق عليها وبدون صيغة العقد لا يتم الزواج وذلك متفق عليه من طرف فقهاء المذاهب الاربعة
- الصداق :
وهو ما يعرف بالمهر او الصداق وهو احد اركان الزواج واتفق الفقهاء على وجوبيته ولو كانت قيمته قليلة
- المتعاقدان :
نعني هنا ضرورة وجود كلى طرفي النكاح اي ان يشترط في الزوجين ان يكونا خالين من موانع النكاح
- الشهود :
لا يتم الزواج الى بشاهدين رجلين بالغين
- الولي :
اختلف الفقهاء حول كون الولي ركن من اركان الزواج لان الفقهاء لا يدرجون هذا الركن كركن خامس لاركان الزواج
لماذا اجتمع العلماء على راي واحد بخصوص حكم الزواج الابيض من أجل الإقامة :
- الاساءة للاسلام :
اكد العديد من العلماء ان هذا النوع من الزواج لا يسيء فقط الى الاسلام بل العديد من الدول الاوربية تحاربه قانونيا لانه جواز غير صحيح بالرغم من صحة اركانه
- قيامه على الكذب :
يقول العديد من العلماء ان تطليق الشريك سواءا كان رجلا او امراة بمجرد الحصول على الاقامة او الجنسية يعد غذرا وكذبا وبهتانا وهذا مايتنافى مع الاخلاق السمحى الدين الاسلامي
لقول رسول الله صلة الله عليه وسلم ” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ” صدق رسوله الله
وقوله تعالى :”ياايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ”
- كونه ليس زواجا شرعيا :
وذلك استنادا لما قال حجة الاسلام الامام الغزالى في كتابه “احياء علوم الدين” عن فوائد الخمسة للزواج وهي
- الولد
- كسر الشهوة
- تدبير المنزل
- كثرة العشيرة
وقول الله تعالى: «وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ» (آية 72) سورة «النحل»، وقول الله تعالى أيضاً: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»
حكم زواج المصلحة :
عندما نتحدث عن حكم زواج المصلحة فاننا لا نتحدث عن حكم الزواج الابيض من أجل الإقامة
فقط بل زواج المصلحة مفهوم عامل وشامل
زواج المصلحة هو عقد انفاق بين شريكين ونعني هنا الزوجين يكون بمقتضاه احد الطرفين يقوم بخدمة
لطرف الاخر مقابل ما يتفقون عليه من مال او غير ذلك
اهم اسباب زواج المصلحة :
- الحصول على الجنسية او الاقامة لبلد اجنبي و ذلك لتسهيل عملية الهجرة الى اوروبا لاحد الطرفين
- تحقيق بعض المصالح العائلية لارتباط العائلتين بمصالح سياسية او تجارية او صفقات معينة و يشرط الزواج لامام هذه المصالح
- الطمع و الاستغلال المادي لاحد الطرفين بحيث يكون الغرض الرئيسي لاحد الطرفين هو كسب الاموال او الاستغناء عن طريق الزواج بالطرف الاخر
السلبيات الخطيرة لزواج المصلحة :
هناك سلبيات خطيرة تهدد استقرار المجتمع و الفرد على حد سواء لذلك تجد الديانات و القوانين الوضعية
حارب هذا النوع من الزواج وهذه اهم سلبياته :
- للاسف بسبب زواج المصلحة يكون الزواج عبارة عن صفقة اذا خسر احد الطرفين هذه الصفقة يتم الطلاق و كان الزواج عبارة مشروع تجاري ربحي
- اذا اصبح مثل هذا الزواج عاديا في المجتمعات سوف تختل صورة الزواج عند الناس ويغيب مبدا الاستقرار العائلي و الاسري
- انعدام الثقة لدى الشباب بمؤسسة الزواج ككل و ستكون هناك نسبة كبيرة تفضل العزوف عن الزواج خوفا من الوقوع في هذا النوع من الزواج من شريك مخادع و كذاب
- وقوع الخيانة الزوجية كثيرة داخل المجتمع الاسلامي بسبب هذا النوع من الزواج الذي لا يقوم اساسا على الحب و الاحترام و التقدير
